في الليل يحن القلب لها
ويسطر القلم كلمات في حبها
ويسأل العقل عن لغزها ... وما هو سرها
فيجيب القلب عن غير يقين: ... السر هو سحرها
فيبدي العقل حيرته قبل القلب ... فما أعلى شأنها
يسأل القلب ... العقل في ماذا تفكر من أجلها
فيرد العقل :هي طوق للغارق يُنجيه
بل هي دواء للمعتل يُشفيه
بل هي راحة للجريح فلألم الجرح تُنسيه
لا بل هي إكسير للحياة فمن مات تُحييه
لا بل هي الكون بكل ما فيه
فبضحكتها تشرق الشمس وبغضبها تعصف الريح ... فما اشد ما تُبديه
كسر سؤال العقل تعجب القلب
ماذا تكن أنت لها ؟
يجيب القلب محموماً بعشقها :
هي حملٌ لو تحمله جبل لانهار
هي نارٌ تُحرق لايكفيها لتنطفئ مياه كل البحار
هي مطر ينهمر كالطوفان في كل الانهار
هي جليد صلد لن يكون مصيره يوماً الانصهار
لا بل هي اشدُ من ذلك
هي ريح بعصفها ... وصحراء بالحر تفتقد مياه الامطار
رد العقل وقد وجد الحيرة من عذاب الحب ... وعدم احتماله من قبل القلب :
لا تظلمها في هواها
فبالجمال ربُها حفاها
وبالعشق كل قلب ناداها
فسبحان من سواها
بقلب نشعر بحريق الحب
وبالعقل نشعر بحلاوته
بالقلب نظلم المحبوب في حبه
وبالعقل ننصفه
لكن لو فكر الإنسان في حبه بعقله فقد هلك
ولو فكر في حبه بقلبه فقد شعر بألم الهلاك
أن تصل يوماً إلى قناعة أن كل من مر بك أخذ جزاءً منك ومضى..